إغفاءة منتصف النھار تحمي الرجال خصوصا من أمراض شرایین القلب و السكتات الدماغیھ ، في الولایات المتحدة، یرى الكثیر من الناس ان فترة ثماني ساعات ھي الفترة المثلى للنوم- وتتوقع غالبیتھم ان تأتي ھذه الفترة دفعة واحدة اثناء اللیل. اما في امیركا اللاتینیة، وفي دول البحر الابیض المتوسط، ومناطق اخرى من العالم، فان النوم الأمثل یتبع نمطا مختلفا. ففي المناخات المشمسة، یود الناس الابتعاد عن الحر ،ّ وإجھاد الیوم وانشغالاتھ، متوجھین للحصول على فترة للقیلولة بعد الظھر، ثم یظھرون الفرق بالسھر اثناء اللیل.

ولكي یدققوا في العلاقة بین القیلولة وخطر امراض القلب و السكتات الدماغیھ ، درس باحثون في كلیة الطب بجامعة أثینا معا مع باحثین في كلیة الصحة العمومیة بجامعة ھارفارد، 23 الفا و 681 رجلا وامرأة. وكان كل المتطوعین سالمین من تشخیصات امراض القلب والسرطانات والسكتة الدماغیة، وقد تحدثوا « اصحاب الاغفاءة المنتظمون » كلھم عن عاداتھم في أخذ قسط من القیلولة. وقد صنفھم الباحثون في خانات كما جمعوا معلومات ایضا عن عمر المشاركین، وتعلیمھم، .« من غیر اصحاب الاغفاءة » و ،« الاغفاءة من فترة لأخرى وممارستھم للتدخین، واعمالھم، ومستوى ممارستھم التمارین الریاضیة، وغذائھم، وكتلة الوزن لدیھم، والنسبة بین مقاسي الخصر والحوض وقد رصد المشاركون على مدى 6.3 سنة في المتوسط. وخلال ھذه الفترة ، توفي 133 شخصا منھم بسبب امراض الشرایین التاجیة وكما ھو متوقع فان تقدم العمر والتدخین وبدانة البطن كانت ترتبط بالوفیات نتیجة امراض القلب و السكتات الدماغیھ بینما بدت التمارین والغذاء الجید وارتفاع مستوى التعلیم ومنصب العمل المجزي، حامیة للقلب.

والنتیجة المدھشة، في كل ذلك ، ان اغفاءة منتصف النھار كانت حامیة للقلب كذلك، خصوصا للرجال وبین كل افراد المجموعة، فان فترات القیلولة مھما كانت مدة زمنھا، ودرجة تكرارھا، كانت ترتبط بانخفاض خطر الوفاة بأمراض القلب و السكتات الدماغیھ بنسبة 34 في المائة، حتى مع أخذ عوامل الخطر الأخرى بعین الاعتبار. وظھر ان اصحاب الاغفاءة من فترة لأخرى قللوا من خطر الوفیات القلبیة بنسبة 12 في المائة. الا ان اصحاب الاغفاءة المنتظمة بدوا، وقد قللوا تلك الوفیات بنسبة 37 في المائة. وظھرت الحمایة اقوى كما یبدو لدى الرجال مقارنة بالنساء. وفي ما بین الرجال من العمال، فان اصحاب الاغفاءة من فترة لأخرى تعرضوا لخطر وفاة أقل بنسبة 64 في المائة بسبب امراض الشرایین التاجیة، مقارنة بنظرائھم الذین لا یمارسون الاغفاءة في النھار، اما اصحاب الاغفاءة المنتظمون فان ھذه النسبة وصلت الى 50 في المائة لدیھم.

◄ دور القیلولة : ان كانت القیلولة مفیدة، فما طریقة عملھا؟ ان تقلیل الاجھاد ھو اكثر التفسیرات ملاءمة، وھو یتناسب مع الملاحظات المسجلة حول مساعدة اغفاءة منتصف النھار الطوعیة خصوصا للعمال من الرجال والفوائد المحتملة للقیلولة تتطلب دراسات اكثر. الا ان ھناك فوائد اخرى جرى توثیقھا جیدا. فالدراسات حول عمال المناوبة وأطقم الطیران الجوي، إضافة إلى العاملین الطبیین المقیمین، والسائقین في الطرقات السریعة، كلھا اشارت الى ان الاغفاءة القصیرة لفترة 20 الى 30 دقیقة، تخفض التعب، تحسن من الأداء الحركي النفسي والمزاج، وتشحذ الانتباه. وھذا ھو الفائدة
الكبرى لصاحب الاغفاءة – وللراكب معھ او المریض في المستشفى.

* الدراسة الاغریقیة تثیر احتمال ان القیلولة ربما تساعد على خفض خطر الوفاة بأمراض القلب و السكتات الدماغیھ وبما ان الاغفاءة لا تتطلب الكثیر من الانضباط مثل اجراء التمارین الریاضیة المنتظمة، فان لھا امكانات واعدة. الا ان ھناك حاجة الى دراسات تؤكد ھذه النتائج، وحتى وان ظلت النتائج صحیحة، فان دراسات الملاحظة لا یمكنھا البتة البرھنة على السبب والنتیجة. وفي ھذه الحالة، على سبیل المثال، فان القیلولة یمكنھا ان تشكل احدى علامات نمط الحیاة الصحیة العمومیة بدلا من كونھا وسیلة فریدة لحمایة القلب .

التعليقات معطلة.